استقلال الطفل مهم ولكن متى حينه!؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
استقلال الطفل مهم ولكن متى حينه!؟
4 توابع أولى معارك الحياة
بعد أن أتمت ابنتي عامها الثاني بدأتُ أواجه بعض الصعاب في التعامل معها، خاصة مع وجود أختها الصغرى ، ولكني بدأت ألاحظ أن ابنتي بدأت تفقد بعض مهاراتها، فأصبحت لا تتم ألعاب التركيب والمكعبات بنفس السرعة السابقة، وتبكي أحياناً أثناء تركيب الأجزاء، وتطلب مني المساعدة، وقد فسّرت ذلك بأنه ليس انخفاضاً في الذكاء، ولكنه انخفاض في الثقة بالنفس، خاصة وقد تواكب حدوث هذا مع نقلنا إلى مسكن جديد، وانشغالي عنها لأيام معدودة، وتوتّري أنا ووالدها بسبب أعمال النقل.
وأيضاً لاحظت عليها بعد تمام العامين أنها اخترعت شخصية وهمية، واختارت لها اسم (لولا)، وهو اسم لم يذكره لها أي أحد، وأخذت طوال الوقت تحكي لي عن هذه الشخصية، وقد تصورت أن عالمها الصغير قد ضاق على مشاعرها؛ لذا فكرتُ في إلحاقها بحضانة الأطفال ولو لمدة ساعة يوميّاً؛ لكي تُكوِّن صداقات، ويحدث لها بعض التجديد في حياتها، ولكني صدمت بمشكلة كيف أتركها هناك، فقد مهدت لها كثيراً وأخذتها مرات عديدة لترى دار الحضانة، حتى أصبحت تشير إليها عندما نمر عليها وتقول (حضانتي).. عندها قدمت لها بها، لكنها رفضت أن أغادر المكان وأدعها، وكان ذلك صعباً عليّ أيضاً.
وقد أخبرني الجميع أن عليّ أن أنصرف وأدعها، فإنها سوف تبكي قليلاً، ثم تنشغل مع الأولاد، ولكني غير مقتنعة بذلك، فما الوسيلة المثلى لترك الأولاد في الحضانة دون التسبب في الإساءة إليهم؟ وهل كان قراري سليماً في إرسالها للحضانة؟ وشكراً.
الحل
بداية بخصوص لعب المكعبات، فقد فسَّرتِ أنت الأمر تفسيراً صحيحاً؛ فإن انشغالك، وتوترك، والانتقال إلى مسكن جديد - كل ذلك من عوامل التوتر التي تؤثر في الأطفال، واعلمي أن تغيير المسكن أو تغيير المدرسة تعتبر من نقاط الضعف التي يحتاج الأطفال معها إلى دعم نفسي واحتواء عاطفي؛ لما يثيره التغيير من توتر وقلق وخوف في نفوس الأطفال، فلهذا نجد سرعتها وتركيزها أقل؛ لأن ذهنها مشتت.
وكذلك هناك سبب آخر عبَّرت عنه طلب مساعدتك لها في تركيب الألعاب.. إنها تفتقدك، وتريد منك أن تزيدي من الأوقات التي تقضينها معها.. ربما لانشغالك بالانتقال، وكذلك انشغالك الأساسي بأختها الصغيرة؛ ولذلك تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في قائمة اهتماماتك.
فان أطفالنا لو لم نهتم بهم بطريقة طبيعية، لأجبرونا هم على الاهتمام بهم بافتعال المشكلات؛ لذا أتعجب من لجوئك لحل المشكلة بذهابها للحضانة، فهي توجه لك رسالة حب واحتياج، وتقول لك: يا أمي أريدك بجانبي.. أريدك أن تلعبي معي، وتتحدثي معي، فتقومين أنت بالبحث لها عن حضانة.. أنا أدرك حسن نيتك، ولكنها ما زالت صغيرة وثقتها بنفسها ما زالت في المرحلة التي تكتسبها منك ومن قربها منك، وتواصلها معك أنت، فأنت حجر الأساس في ثقتها بنفسها، وما دمت لا تعملين، فلا داعي لذهابها إلى الحضانة، فكما نقول دائماً: إن أطفالنا كما ينمون جسديّاً ينمون نفسيّاً واجتماعيّاً؛ والسن المناسبة لبداية الذهاب إلى الحضانة هو من 3 - 4 سنوات، حيث يكون الطفل مؤهلاً نفسيّاً للتعامل مع أغراب، والاعتماد على نفسه في حل مشكلاته، والانفصال عن والدته هذه السويعات.
أما موضوع "لولا" والشخصيات الخيالية، فلا يعني أبداً أن عالمها الصغير قد ضاق عليها، بل العكس.. انها تنفتح على عالم الخيال الواسع؛ هذا العالم السحري الذي يصنعه الأطفال بأنفسهم، ويصوغونه حسب مشاعرهم ، فيخترعون شخصياته، ويرتبون علاقاته. فخيالها من العلامة الصحية ومرحلة طبيعية من مراحل النمو النفسي والعاطفي والعقلي في هذا السن لدى الأطفال عامة، وعند البنات خاصة حيث يكون أوضح، وتظهر لديهن مبكراً عن الذكور، وليس له ارتباط بموقف الانشغال، أو ليس نتيجة له.. إنما هو مجرد مرحلة نمو طبيعية تمر بها , والمطلوب منك مشاركتها أحلامَها وخيالها، وأن تستمعي لها، ولا تسخري منها.
وهذه المرحلة تستمر عادة من سن 2 - 5 سنوات، ويظن بعض الأهل أن الأطفال يكذبون في مثل هذه الأحوال، ويعنفونهم ويعاقبونهم على ذلك، وفي ذلك قتل لخيال الأطفال.
ولكن على الأم أيضاً أن تربط طفلها دائماً في هذه المرحلة بالواقع؛ حتى لا يندمج في الخيال، ويفقد صلته بالواقع، فتحاول الأم - بعد أن تستمع إلى طفلها وتشاركه لعبه وخياله - أن تعود به إلى الواقع، فتلعب معه ألعاباً واقعية، وتأخذه للنادي أو حديقة الحيوان، وتربطه بالعالم الواقعي حوله، وتشير دائماً إلى نقاط التشابه بين خيال الطفل والواقع؛ حتى لا ينفصل الطفل عن الواقع..
والمطلوب هو أن تزيدي من الوقت الذي تقضينه معها، وتشاركيها لعبها وأحلامها، ودعي الحضانة إلى العام المقبل ..
من جوالي
بعد أن أتمت ابنتي عامها الثاني بدأتُ أواجه بعض الصعاب في التعامل معها، خاصة مع وجود أختها الصغرى ، ولكني بدأت ألاحظ أن ابنتي بدأت تفقد بعض مهاراتها، فأصبحت لا تتم ألعاب التركيب والمكعبات بنفس السرعة السابقة، وتبكي أحياناً أثناء تركيب الأجزاء، وتطلب مني المساعدة، وقد فسّرت ذلك بأنه ليس انخفاضاً في الذكاء، ولكنه انخفاض في الثقة بالنفس، خاصة وقد تواكب حدوث هذا مع نقلنا إلى مسكن جديد، وانشغالي عنها لأيام معدودة، وتوتّري أنا ووالدها بسبب أعمال النقل.
وأيضاً لاحظت عليها بعد تمام العامين أنها اخترعت شخصية وهمية، واختارت لها اسم (لولا)، وهو اسم لم يذكره لها أي أحد، وأخذت طوال الوقت تحكي لي عن هذه الشخصية، وقد تصورت أن عالمها الصغير قد ضاق على مشاعرها؛ لذا فكرتُ في إلحاقها بحضانة الأطفال ولو لمدة ساعة يوميّاً؛ لكي تُكوِّن صداقات، ويحدث لها بعض التجديد في حياتها، ولكني صدمت بمشكلة كيف أتركها هناك، فقد مهدت لها كثيراً وأخذتها مرات عديدة لترى دار الحضانة، حتى أصبحت تشير إليها عندما نمر عليها وتقول (حضانتي).. عندها قدمت لها بها، لكنها رفضت أن أغادر المكان وأدعها، وكان ذلك صعباً عليّ أيضاً.
وقد أخبرني الجميع أن عليّ أن أنصرف وأدعها، فإنها سوف تبكي قليلاً، ثم تنشغل مع الأولاد، ولكني غير مقتنعة بذلك، فما الوسيلة المثلى لترك الأولاد في الحضانة دون التسبب في الإساءة إليهم؟ وهل كان قراري سليماً في إرسالها للحضانة؟ وشكراً.
الحل
بداية بخصوص لعب المكعبات، فقد فسَّرتِ أنت الأمر تفسيراً صحيحاً؛ فإن انشغالك، وتوترك، والانتقال إلى مسكن جديد - كل ذلك من عوامل التوتر التي تؤثر في الأطفال، واعلمي أن تغيير المسكن أو تغيير المدرسة تعتبر من نقاط الضعف التي يحتاج الأطفال معها إلى دعم نفسي واحتواء عاطفي؛ لما يثيره التغيير من توتر وقلق وخوف في نفوس الأطفال، فلهذا نجد سرعتها وتركيزها أقل؛ لأن ذهنها مشتت.
وكذلك هناك سبب آخر عبَّرت عنه طلب مساعدتك لها في تركيب الألعاب.. إنها تفتقدك، وتريد منك أن تزيدي من الأوقات التي تقضينها معها.. ربما لانشغالك بالانتقال، وكذلك انشغالك الأساسي بأختها الصغيرة؛ ولذلك تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في قائمة اهتماماتك.
فان أطفالنا لو لم نهتم بهم بطريقة طبيعية، لأجبرونا هم على الاهتمام بهم بافتعال المشكلات؛ لذا أتعجب من لجوئك لحل المشكلة بذهابها للحضانة، فهي توجه لك رسالة حب واحتياج، وتقول لك: يا أمي أريدك بجانبي.. أريدك أن تلعبي معي، وتتحدثي معي، فتقومين أنت بالبحث لها عن حضانة.. أنا أدرك حسن نيتك، ولكنها ما زالت صغيرة وثقتها بنفسها ما زالت في المرحلة التي تكتسبها منك ومن قربها منك، وتواصلها معك أنت، فأنت حجر الأساس في ثقتها بنفسها، وما دمت لا تعملين، فلا داعي لذهابها إلى الحضانة، فكما نقول دائماً: إن أطفالنا كما ينمون جسديّاً ينمون نفسيّاً واجتماعيّاً؛ والسن المناسبة لبداية الذهاب إلى الحضانة هو من 3 - 4 سنوات، حيث يكون الطفل مؤهلاً نفسيّاً للتعامل مع أغراب، والاعتماد على نفسه في حل مشكلاته، والانفصال عن والدته هذه السويعات.
أما موضوع "لولا" والشخصيات الخيالية، فلا يعني أبداً أن عالمها الصغير قد ضاق عليها، بل العكس.. انها تنفتح على عالم الخيال الواسع؛ هذا العالم السحري الذي يصنعه الأطفال بأنفسهم، ويصوغونه حسب مشاعرهم ، فيخترعون شخصياته، ويرتبون علاقاته. فخيالها من العلامة الصحية ومرحلة طبيعية من مراحل النمو النفسي والعاطفي والعقلي في هذا السن لدى الأطفال عامة، وعند البنات خاصة حيث يكون أوضح، وتظهر لديهن مبكراً عن الذكور، وليس له ارتباط بموقف الانشغال، أو ليس نتيجة له.. إنما هو مجرد مرحلة نمو طبيعية تمر بها , والمطلوب منك مشاركتها أحلامَها وخيالها، وأن تستمعي لها، ولا تسخري منها.
وهذه المرحلة تستمر عادة من سن 2 - 5 سنوات، ويظن بعض الأهل أن الأطفال يكذبون في مثل هذه الأحوال، ويعنفونهم ويعاقبونهم على ذلك، وفي ذلك قتل لخيال الأطفال.
ولكن على الأم أيضاً أن تربط طفلها دائماً في هذه المرحلة بالواقع؛ حتى لا يندمج في الخيال، ويفقد صلته بالواقع، فتحاول الأم - بعد أن تستمع إلى طفلها وتشاركه لعبه وخياله - أن تعود به إلى الواقع، فتلعب معه ألعاباً واقعية، وتأخذه للنادي أو حديقة الحيوان، وتربطه بالعالم الواقعي حوله، وتشير دائماً إلى نقاط التشابه بين خيال الطفل والواقع؛ حتى لا ينفصل الطفل عن الواقع..
والمطلوب هو أن تزيدي من الوقت الذي تقضينه معها، وتشاركيها لعبها وأحلامها، ودعي الحضانة إلى العام المقبل ..
من جوالي
رد: استقلال الطفل مهم ولكن متى حينه!؟
اشكرك عزيزتى على موضوعك الشيق والجميل الذى يهتم باالاطفال,,,
حقا خيال الاطفال واسع ومتشعب
لكن لاينبغى ان نتركهم هكذا ,,بل ارشادهم الى الواقع بااللعب معهم وتوضيع المعانى الخياليه ,,
حقا خيال الاطفال واسع ومتشعب
لكن لاينبغى ان نتركهم هكذا ,,بل ارشادهم الى الواقع بااللعب معهم وتوضيع المعانى الخياليه ,,
همس الخيال- كبار ال
- تاريخ التسجيل : 24/10/2009
العمل/الترفيه : نشر الخير
رد: استقلال الطفل مهم ولكن متى حينه!؟
اشكرك على الموضوع الرائع
عزيزة نفس- ۩ أنســى وأسامــح ۩
-
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
العمل/الترفيه : اللهم اعني على ذكرك
رد: استقلال الطفل مهم ولكن متى حينه!؟
بارك الله فيكم حبايبي
أسأل الله أن يلهمك في كل أمرك الصواب ،
و أن ييسر لك في كل مسألة الجواب ،
و أن ينجيك من كل الوان العذاب ،
و أن يبيض وجهك يوم يشتد الحساب ،
و أن يزين مجلسك بخيرة الأصحاب ،
و أن يجعل دعاؤك الصالح مستجاب ،
أسأل الله أن يلهمك في كل أمرك الصواب ،
و أن ييسر لك في كل مسألة الجواب ،
و أن ينجيك من كل الوان العذاب ،
و أن يبيض وجهك يوم يشتد الحساب ،
و أن يزين مجلسك بخيرة الأصحاب ،
و أن يجعل دعاؤك الصالح مستجاب ،
مواضيع مماثلة
» احتضان الطفل يزيد من ذكائه
» حبيب يقدم عينه لحبيبته .. ولكن ؟؟؟.........هي ..........
» ارتفاع درجة حرارة الطفل ?
» خمس لمسات سحريه لتفتح بها�§ القلوب ولكن بكل اللغات
» منتجات الألبان وبناء عظام الطفل
» حبيب يقدم عينه لحبيبته .. ولكن ؟؟؟.........هي ..........
» ارتفاع درجة حرارة الطفل ?
» خمس لمسات سحريه لتفتح بها�§ القلوب ولكن بكل اللغات
» منتجات الألبان وبناء عظام الطفل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى